Wednesday, September 3, 2008

تنظيم القاعدة ونظرية المؤامرة

عندما وقعت احداث الحادي عشر من ايلول ، ظن البعض ان نظرية المؤامرة امرا مستبعدا وان الاعتقاد بأن للإدارة الاميركية يدا في تلك العملية ليس إلا هروبا من مسؤولية البحث عن الاسباب الكامنة في الدول التي ينتمي إليها عدد من ركاب الطائرات المنكوبة.
لكن حقيقة الامر، ان المبالغة في الظن على الولايات المتحدة وتورط إدارتها لم يكن مستبعدا لدى الكثير من المحللين إذا ثمة احداث صاحبت تلك العملية وضعت إدارة بوش وجها لوجه امام عديد من التساؤلات خاصة حول وجود عائلة بن لادن في الولايات المتحدة والجهة التي سهلت لهم وسيلة الخروج من الاراضي الامريكة مباشرة عقب تلك العملية في وقت عصي فيه السفر والانتقال على اكثر الشخصيات الاميركية نفوذا في تلك الفترة.ولم تقتصر شبهة العلاقة على وجود تلك عائلة بن لادن في الاراضي الاميركية وطريقة خروجهم منها ، بل ان بعض المحللين الاميركيين أكدوا علم إدارة بوش بتلك الحادثة قبل وقوعها بعدد من الشهور، لأن التنبيهات التي كانت ترد إلى وكالة الاستخبارات الامريكية حول امكانية وقوع عمل ارهابي بلغت اقصاها قبل تلك العملية بإسابيع إلا ان أيا من مسؤولي البيت الابيض لم يحرك ساكنا في رفع درجة الاحتياط او في إتخاذ تدابير وقائية لظروف حساسة كتلك التي كانت معظم دوائر الاستخبارات على علم بها.
>ولكن الامر لا يقف عند حدود التغاضي عن اسباب خروج العائلة في حينه، ولا عن علم الولايات المتحدة أن ثمة خطراً داهما اقتضى رفع درجة الاحتياط الامني على الاراضي الاميركية، بل ان التخطيط لتلك العملية لم يكن هو الآخر بعيدا عن الاراضي الاميركية، بل كان في داخلها وفي اقرب المناطق إلى دوائر صنع القرار فيها حيث تأكد عقب تلك العملية ان لتنظيم القاعدة اكثر من يد خفية وظاهرة تمتد إلى الولايات المتحدة من داخله دون عناء الوصول إليها من الخارج .غير ان دوائر الامن الاميركية لم تحفل بتعقب من كان موجودا لديها بل آثرت تجريد حملة عسكرية على افغانستان ثم أخرى على العراق بحجة ملاحقتها أسباب الارهاب اينما كان في العالم.
وواقع الحال بقي شاهدا على ان تنظيم القاعدة لا زال يتمتع بذات الاسباب التي سهلت له عملياته في السابق ، خاصة إذا ما علمنا ان مواقع الأنترنت لتنظيم القاعدة التي يطلق منها احيانا بياناته أو يتبادل بها افراده بعض الآراء والتوجيهات لا تعمل من خارج الولايات المتحدة بل من داخله، إذ أن شركات الانترنت التي تستضيف تلك المواقع هي شركات اميركية، واحدة منها تقيم في ولاية ماريلاند والأخرى في ولاية تكساس. وقد أثار موضوع استضافة هاتين الشركتين لمواقع تنظيم القاعدة العديد من التساؤلات ، إلى حد قيام شبكة الـ "سي إن إن" بتاريخ 25 حزيران 2002 بالتأكيد على ان موقع تنظيم القاعدة تستضيفه شركة اميركية في مدينة أوستن في ولاية تكساس تدعىCommunications Broadwing إلى ان عادت لتعلن بعد فترة عن اختفاء الموقع ، وأنه جرت قرصنته من قبل رجل اعمال امريكي بدعى "جون ديفيد"يدير شبكة مواقع اباحية. غير أن الموقع الذي اعلن عن اختفائه سرعان ما عاد إلى الظهور وإن كان يبدو انه لا يزال مسجلا باسم رجل الاعمال الاميركي هذا.
ثمة تناقضات خفية في منطق الادارة الاميركية بمحاربتها الارهاب ابتداء بحملتها على افغانستان بحجة القضاء على تنظيم القاعدة وصولا إلى العراق ، في وقت تتجاهل فيه بعض الادوات التي تعمل على قاب قوسين او ادنى من مقر قيادتها.

No comments: